العيش معًا

أربعة أسباب تجعلك تضيف اجتماع صلاة منتظم في كنيستك

مقالة
11.27.2022

إن كان بإمكانك إضافة شيء واحد إلى جدول مواعيد كنيستك، فماذا سيكون؟ خلوة للسيِّدات أم إفطارًا للرجال؟ ندوة كرازيَّة؟ مجموعات لخدمة المجتمع؟ خدمة يوم السبت مساءً لأجل تحدِّيات اجتماع الأحد صباحًا؟ درس الكتاب المقدَّس في منتصف الأسبوع؟

هذا هو السؤال الذي طرحته على نفسي مرارًا وتكرارًا منذ وصولي إلى كنيستي الجديدة في الخريف الماضي. على الرغم من أنَّ عديدًا من هذه الاقتراحات جديرة بالثناء، فقد قمتُ، جنبًا إلى جنب مع شيوخ الكنيسة، بقيادة هذا الجسد لبدء اجتماع صلاة منتظم مساء الأحد.

اجتماع للصلاة؟ حقًّا؟ يبدو هذا غريبًا وقديم الطراز، من نوع الأشياء التي كان يفعلها المسيحيُّون قبل ظهور الكهرباء، عندما كانت الحياة أبسط، وكانت الكنائس أصغر، وأنشطة أطفالنا الترفيهيَّة لم تكن تستهلك كلَّ جدول مواعيدنا.

وقد قابلت بعض المعارضة. أخبرني أحد الأعضاء بأنَّنا بالفعل نصلِّي كثيرًا. فقد شعر بأنَّ وقت الصلاة في الخدمة الصباحيَّة كان طويلاً بالفعل، وأنَّه ينتقص من قدرة فريق الموسيقى على ضبط الإيقاع، وذلك يعطِّل العبادة. وقد اقترح آخرون أنَّ إعطاء الناس شيئًا آخر يشعرون أنَّه يجب عليهم فعله قد يعزِّز الالتزام. وأعرب آخرون عن قلقهم من أنَّ ذلك قد يعيق الشَرِكة، لأنَّ بعض الأفراد قد ينسحبون من مجموعاتهم الصغيرة من أجل حضور اجتماع الصلاة الجماعيِّ.

إذًا، لماذا نجتمع بشكل مُخَصَّص إلى حدٍّ كبير للصلاة الجماعيَّة؟ اسمحوا لي أن أقترح أربعة أسباب.

  1. إنَّها تذكِّر شعبنا بأهمِّيَّة الصلاة.

ليس من الصعب أن نحثَّ شعب الكنيسة على الاشتراك في حدث ما، أو الانضمام إلى مجموعة صغيرة. إنَّ المئات قد حضروا إلى آخر خلوة للسيِّدات. وجاء العشرات إلى تجمُّع إفطار الرجال ومجموعات الدراسة. فلماذا أحجم كثيرون عن اجتماع الصلاة؟ لماذا اتَّخذت خدمة الصلاة في عديد من الكنائس طريق الهاتف ذي القرص الدوَّار؟

ببساطة، الصلاة ليست مثيرة. إنَّها ليست مسلِّية. غالبًا ما يكون الأمر غير سهل أو مناسب؛ فالصلاة تتطلَّب جهدًا وعملًا. هذا هو السبب في أنَّ يسوع أعطانا مَثَل قاضي الظلم والأرملة في لوقا 18، إذ “يَنْبَغِي أَنْ يُصَلَّى كُلَّ حِينٍ وَلاَ يُمَلَّ”. لقد اعتدنا أن نتغذَّى عن طريق الموسيقى والميديا والملفَّات الصوتيَّة والوعظ. لكنَّ الصلاة تتطلَّب منَّا أن نطفئ العالم بينما نُشغِّل أذهاننا.

وهذا ما يجب علينا فعله معًا؛ ليس فقط بشكل فرديٍّ، ولكن بشكل جماعيٍّ. في متَّى 21، وبَّخ يسوع الناس لتحويل الهيكل إلى ما يشبه قاعة التداول في بورصة شيكاغو التجاريَّة. قال يسوع: “بَيْتِي بَيْتَ الصَّلاَةِ يُدْعَى” (متَّى 21: 13). وبحسب العهد الجديد، فإنَّ الكنيسة هي هيكل روح الله (1 كورنثوس 3: 16). هل كنائسنا إذًا بيت الصلاة الذي يريده الله؟ هل نخصِّص لها الوقت؟ هل نعطي الأولويَّة للالتزام بالصلاة معًا؟ أم أنَّ صلاتنا الجماعيَّة هي مجرَّد حشو بين الفقرات الموسيقيَّة؟

قال روبرت موراي ميشين (Robert Murray M’Cheyne): “إنَّ ما يكونه الشخص يتحدَّد فقط من خلال ركبتيه الجاثيتين أمام الله. هذا ما يكونه الشخص، وليس أي شيء آخر”. ماذا لو طبَّقنا نفس المقياس على كنائسنا؟ ماذا سيقول ذلك عنَّا؟ تؤكِّد الصلاة الجماعيَّة أهمِّيَّة الصلاة لشعبنا، بل وضرورتها المطلقة. لأنَّ معركتنا هي ضدّ القوى الروحيَّة، وبالتالي فهي تتطلَّب أسلحة روحيَّة؛ وأيُّ سلاح أعظم من الصلاة، وليست مجرَّد صلاة واحدة، بل العشرات، والمئات، بل الآلاف؟

  1. إنَّها تُمثِّل لشعبنا كيفيَّة الصلاة.

أتذكَّر المرَّة الأولى التي صلَّيت فيها علانيةً. كنت مؤمنًا جديدًا مصابًا بجنون العظمة والحيرة على حدٍّ سواء بشأن ما سأقوله. ماذا فعلت؟ لقد قمت بتقليد ما سمعت أنَّ الآخرين يفعلونه.

بعيدًا عن دراسة صلوات دانيال أو بولس أو حنَّة أو مريم، فلا شيء يعلِّم شعبنا كيف يصلِّي أكثر من الصلوات التي يسمعونها من المؤمنين في الكنيسة. فإن أردنا أن يصلِّي شعبنا بطريقة كتابيَّة ومدروسة، وإن أردنا أن يصلُّوا برهبة وقورة وعاطفة شخصيَّة، فعلينا أن نكون نموذجًا لهم بشكل جماعيٍّ. وكما وضَّح دي إيه كارسون (D. A. Carson) بجدارة: “اختر النماذج، لكن اخترها جيِّدًا. ادرس محتواها، اتِّساعها، شغفها، حماسها؛ لكن لا تقلِّد كلماتهم”.

  1. إنَّها توحِّد شعبنا حول مقاصد الله.

نحن نرجسيُّون بطبيعتنا. ليس لدينا مشكلة في الصلاة من أجل احتياجاتنا وما نريده ورغباتنا الفرديَّة. وليس من الخطأ أن نفعل مثل هذه الأشياء، بل يجب علينا أن نفعل ذلك. ومع ذلك، فإنَّ الوضع يكون مؤسفًا عندما تهيمن مثل هذه الاهتمامات على حياة الصلاة لدينا، وخاصَّة على صلاتنا الجماعيَّة. فبعد كلِّ شيء، نحن لسنا محور التاريخ البشريِّ. أي إنَّ صحَّتنا وسعادتنا ليسا محور تاريخ البشريَّة. بل إنَّ الكنيسة وازدهارها هما محور التاريخ البشريِّ (أفسس 3: 1-13).

عندما نجتمع لتأكيد الجانب الروحيِّ بدلاً من الجانب المادِّيِّ، والجماعيِّ بدلاً من الفرديِّ، فإنَّنا نوحِّد شعبنا حول أهداف الله من أجل كنيسته. تبني صلاة الجماعة الاهتمام بوحدة شركتنا وشهادتنا الجماعيَّة.

  1. إنَّها تهيِّئ شعبنا لعمل الله.

كانت الصلاة الجماعيَّة للكنيسة مؤشِّرًا لعديد من الحركات العظيمة في سفر أعمال الرسل. فقد خصَّصت حياتهم في يوم الخمسين (2: 42)، وقد ملأت المؤمنين من الروح القدس ليتكلَّموا بكلام الله بمجاهرة (4: 31). وكانت الصلاة علامة لتكليف الشمامسة الأوائل (6: 6)، وانتشار الإنجيل إلى السامرة (8: 15)، وحتَّى الرؤية التي رآها بطرس لنشر الإنجيل بين الأمم (10: 9). في الواقع، صلاة الكنيسة هي التي أدَّت إلى إطلاق سراح بطرس من السجن (12: 5)!

أيُّها الأصدقاء، إنَّ الصلاة تغيِّر الأشياء! لهذا السبب يفترض بولس أنَّ الكنيسة ستصلِّي معًا، رجالاً ونساءً (1 كورنثوس 11، 14). الصلاة هي الوسيلة التي حدَّدها الله لتحقيق غاياته الخارقة للطبيعة. إنَّها شخصيَّة وقويَّة. ولقد ذَكَّر يسوع تلاميذه بأنَّه توجد بعض العقبات التي لا يمكن التغلُّب عليها إلاَّ بالصلاة (مرقس 9: 29).

أيُّها الأصدقاء، كما وضَّح جيمي دنلوب (Jamie Dunlop) في كتابه “المجتمع الجاذب” (The Compelling Community): “يحبُّ الله الدفاع عن سمعته. عندما نصلِّي معًا، تصبح احتياجاتنا ظاهرة. وعندما يستجيب الله، يصبح مجده ظاهرًا”. إنَّ الصلاة تهيِّئ شعبنا لعمل الله.

أوَّل اجتماع للصلاة

في الشهر الماضي، أقمنا أول اجتماع للصلاة يوم الأحد، على الأقلِّ بقدر ما أتذكَّر. وجاء معها كثير من اللحظات المحرجة والأخطاء الفادحة في أثناء تعثُّرنا في الخدمة. لم يتمَّ الأمر تمامًا كما خطَّطت له، وتحمَّلت كثيرًا من اللوم على ذلك!

لكن لا توجد مشكلة. لأنَّنا، كشعب الله، صلَّينا بقوَّة الله. لقد فعلنا ما لا يتمتَّع به أيُّ شخص أو مؤسَّسة أخرى على وجه الأرض. وسنفعل ذلك مرَّة أخرى. وسنراقب وننتظر ونتوقَّع ما سيفعله الله.

المزيد المتعلق بـ : مقالات