الوعظ واللاهوت

اللاهوت الكتابي والمُناداة بالإنجيل

مقالة
11.30.2022

هل يمكن للوعظ التفسيري أن يكون كرازيًّا باستمرار؟

يخجل الوُعَّاظ أحيانًا من تفسير أسفار الكتاب المقدَّس ظَنًّا منهم أنَّ هذا النهج نافعٌ لتعليم اللاهوت للمؤمنين الناضجين، ولكنه غير نافع لمساعدة غير المؤمنين على فَهْم الإنجيل.

ويتزايد حجم هذا الأمر عندما يُفَكِّر القسوس في وعظ سفرٍ من العهد القديم. كيف يمكن لدراسةٍ لحياة إبراهيم أو لسلسلةٍ في سفر حَجَّي أن تجعل الإنجيل واضحًا الأحد تِلْو الأحد؟ هل نقوم فقط بإلصاق دِعاية كرازيَّة في نهاية العِظة تقول: “لأحبائنا غير المؤمنين الموجودين معنا هنا اليوم، أَوَدُّ أن أختم هذه الرسالة حول ختان إبراهيم بإخباركم عن الكيفيَّة التي يمكنكم بها نوال العطيَّة المجانيَّة للحياة الأبديَّة” مانحة إشارة البدء لدعوة أولئك الأشخاص إلى التَّقَدُّم للأمام لتسليم حياتهم للرب يسوع؟

هنالك طريقٌ آخر أكثر أصالةً وطبيعيَّة للمُناداة بالإنجيل بأمانةٍ الأحد تِلْو الأحد حتى من العهد القديم، وذلك من خلال الاستعانة بـعلم اللاهوت الكتابي.

القصة الكبيرة

ما هو علم اللاهوت الكتابي؟ يمكننا تعريف علم اللاهوت الكتابي على أنَّه دراسة القصة العامة للكتاب المقدَّس؛ حيث تسرد أسفار الكتاب المقدَّس الـ 66 مُجتَمِعة روايةً وحيدة عن مُهِمّة الله بأن يقوم من أجل مجده بتخليص شعب وتأسيس ملكوت من خلال موت وقيامة الرب يسوع المسيح، فيُمَهِّد العهد القديم الطريق ليسوع ويقودنا إليه، وتكشف الأناجيل عنه وعن عمله، ويَبسُط باقي العهد الجديد أمامنا تداعيات موت الرب يسوع وقيامته كل الطريق وصولًا إلى إنجاز الله مُهِمّته بالتمام، وكُلَّما استوعبنا هذه الحَبْكَة العامة تَمَكَّنَّا من رؤية علاقة النص الذي نَعِظ منه بالإنجيل.

يُشبِه وَعْظ مقطع من الكتاب المقدَّس مع وعي باللاهوت الكتابي امتلاك “حِس الملعب” في لعبة كرة السلة، فلاعِبو كرة السلة الجيدون لا يُرَكِّزون فقط على الركض المستمر بالكرة بين أيديهم وصولًا إلى السلة، وإنما يكونون واعين بموقع زملائهم في الفريق على أرضيَّة الملعب وكذلك بموقع مدافعي الفريق الخصم بالإضافة إلى وعيهم بِسَيْر وتَقَدُّم اللعب، وبالمثل فإنَّ التفسير الجيد لمقطع من الكتاب المقدَّس لا يُقَدِّم مجرد تعليق حي مستمر على الآيات التي بين يديه، ولكنه يمتلك كذلك حِس ملعب بالأحداث الأخرى التي تدور قبل هذا النص وبعده، وعلاقة جميعها بالتقدُّم العام لقصة الله الكبيرة.

اللاهوت الكتابي قيد العمل

دعونا نُلقي نظرة على بضع استراتيچيات علم اللاهوت الكتابي التي يمكن أن نستخدمها لربط المقطع المحدد الذي نحاول وعظه بقصة الكتاب المقدَّس الرئيسيَّة، قصة الإنجيل. يمكنك التفكير في هذه الاستراتيچيات على أنَّها مسالك ممكنة تأخذنا من النص الذي نحن أمامه إلى الإنجيل مثل الطرق الاختياريَّة التي يوفرها تطبيق الخرائط على الهاتف، والتي تقودك من موقعك الحالي إلى الوِجْهَة المرغوبة.

  1. الوعد والإتمام

لنبدأ بالطريق الأبسط والأكثر مباشرةً إلى الإنجيل. في طريق الوعد والإتمام يحتوي النص الذي تدرسه على نبوةٍ أو وعدٍ يَتِمّ صراحةً في جانبٍ من جوانب الإنجيل، فالوعد والإتمام هو الثمار القريبة المُتَدَلِّية التي يسهل قطفها في علم اللاهوت الكتابي: من السهل رؤيتها والتقاطها.

لذلك إذا كنت تعظ نبوة ميخا عن مُتَسَلِّطٍ يَخْرُجُ من بَيْت لَحْم (ميخا 5: 2) يمكنك بسهولة دعوة الكنيسة إلى الرجوع إلى متّى 2: 6 كي يروا كيف يتم ذلك في ميلاد يسوع أو إذا قَرَّرْتَ بالفعل تفسير حياة إبراهيم، فمن المُفتَرَض أنَّك في نقطةٍ ما ستربط وعود الله أن يبارِك ذريَّة إبراهيم أو “نسله” (تكوين 12: 7؛ 13: 15؛ 17: 8؛ 24: 7) بإتمامها في يسوع (غلاطية 3: 16).

بالإضافة إلى أنَّ الوعد والإتمام يمنحنا طُرُقًا جَلِيَّة للوصول إلى الإنجيل فإنَّه أيضًا يُرينا كيف فَسَّر مُؤلِّفو العهد الجديد كُتُب العهد القديم في ضوء الإنجيل، وكُلَّما تَعَلَّمنا قراءة الكتاب المقدَّس من خلال عدسات الرُّسُل التفسيريَّة وصلنا إلى الإنجيل من النصوص الأخرى -حتى تلك النصوص التي ليس لها إتمام صريح في يسوع- على نحوٍ أفضل.

  1. رمزيَّة المِثال[1]

تُشبِه رمزيَّة المثال نهج الوعد والإتمام باستثناء أنَّه بدلًا من أن نرى نبوة لفظيَّة تتم في يسوع نرى أحداثًا أو مؤسساتٍ وأنظمةً أو أشخاصًا تُشير مُسبَقًا إلى يسوع والإنجيل. يمكنك التفكير في رمزيَّة المثال على أنَّها نبوة غير لفظيَّة.

خُذْ على سبيل المثال الهيكل في أورشليم، فقد لعب الهيكل دورًا محوريًّا في العهد القديم باعتباره مكان حضور الله في وسط شعبه، والذي كان حضورًا مُخَلِّصًا وحاكِمًا، لكن في النهاية كان الهيكل يشير مستقبلًا إلى يسوع. لقد صدم الرب يسوع الجموع عندما وقف في الهيكل وقال: “انْقُضُوا هذَا الْهَيْكَلَ، وَفِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أُقِيمُهُ” (يوحنا 2: 19)؛ لأنَّهم اعتقدوا أنَّه يقصد المبنى الحرفي، ولكنَّه “كَانَ يَقُولُ عَنْ هَيْكَلِ جَسَدِهِ” (الآية 21). ومثل الهيكل، كان يسوع، ولا يزال، هو حضور الله ماديًّا في وسط شعبه كي يُخَلِّص ويَحكُم؛ ولهذا أيضًا عَرَّف الرُّسُل مِرارًا وتَكْرارًا الكنيسة، أولئك الذين في المسيح، على أنَّها هيكل الروح (مثل: 1 كورنثوس 3: 16-17؛ أفسس 2: 19-22؛ 1 بطرس 2: 5).

وفي ضوء ذلك لِنَقُلْ إنَّك تُفَسِّر مزمور 122 الذي ينقل فرح الصعود إلى هيكل الله في أورشليم: “فَرِحْتُ بِالْقَائِلِينَ لِي: إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ نَذْهَبُ” (الآية 1)، يمكنك الاستعانة برمزيَّة المثال الخاصة بالهيكل لتساعد الناس، حتى الناس الذين لا يحضرون أي كنيسة، على رؤية الفرح الأعظم من ذلك الذي في الذهاب إلى الرب يسوع بالإيمان.

يَزْخَر العهد الجديد بهذه الأمثلة (types) ليسوع وعمله. لقد رأى الرُّسُل أنَّ يسوع هو آدم الأخير، الحَمَل الحقيقي للفصح، موسى الجديد، ذبيحة الكفارة الواحدة الأبديَّة، رئيس الكهنة العظيم، الملك الممسوح (المسيَّا) من عائلة داود، إسرائيل الحقيقي، وغيرها. تستطيع هذه الطُّرُق المألوفة أن تُقِلَّك بأمانةٍ من العديد من الأماكن في الكتاب المقدَّس إلى الرب يسوع وعمله الخلاصي.

  1. الموضوعات النَّمَطِيَّة

أستخدم كلمة “موضوعات نَمَطِيَّة” لوصف أنماط متكررة أو صور كثيرة الحدوث في القصة الكتابيَّة لا تُشير إلى يسوع بشكل مباشر كما تفعل رمزيَّة المثال، إلَّا أنَّ هذه الموضوعات أو الأنماط ترتبط ارتباطًا تكامُلِيًّا بالإنجيل، وتستطيع مساعدتنا في تحديد موقع النص في القصة الكتابيَّة الآخِذة في التَّكَشُّف.

إنَّ أحد موضوعات الكتاب المقدَّس النمطيَّة الكلاسيكيَّة هو الخلق، فيبدأ الكتاب المقدَّس بـ “فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ”. لقد أخرج الله النظام من الفوضى، وعمل آدم وحواء على صورته، وأوصاهما بأن يَتَسَلَّطا على الخليقة وبأن يَمْلَآها بنسلهما، وفعل الله كل ذلك لمجده. غير أن آدم وحواء، وعلى نحوٍ مأساويٍّ، فشلا في تحقيق دعوتهما وتَمَرَّدا على الله.

ولكن كان لدى الله خُطَّة ليفدي خليقته، فنرى في كافة أرجاء العهد القديم عمليات “إعادة تشغيل” متكررة للخلق، أي الأحداث التي يقوم فيها الله مُنعِمًا بالبدء من جديد مع شعبه، ويتم وصف هذه البداية الجديدة باستعمال صُوَر الخلق ولُغَته. تشمل عمليات إعادة تشغيل الخلق هذه نوح وعائلته بعد الطوفان، خروج إسرائيل من مصر ودخولهم أرض الموعد، تأسيس سليمان لمملكةٍ عَدْنِيَّةٍ (تُشابِه في عَظَمَتها جنة عَدْن، المترجم)، وتشمل حتى الإسرائيليِّين العائدين من السبي البابلي. ومع ذلك فشلت عمليَّة إعادة التشغيل في كُلٍّ من هذه الحالات، وتَمَرَّدَتْ البشريَّة، وفَشَلَ آدم مَرَّةً بعد مَرَّة، ولكن هل سيتمكن أحد هؤلاء الممثلين المختلفين لشخصيَّة آدم من النجاح؟

نعم، لقد فعل آدم الأخير، الرب يسوع المسيح، مشيئة الآب على أكمل وجه، ودَشَّنَتْ قيامته وخلاص شعبه الخليقة الجديدة الحَقَّة، وهي مستمرةٌ في النمو اليوم؛ فقد أرسل الرب يسوع شعبه المُخَلَّص ليُخضِع الأرض ويملأها بأبناء وبنات لله من خلال رسالة الإنجيل، ويومًا ما سيَبلُغ هذا العمل أَوْجَه بسماءٍ وأرضٍ جديدَتَيْنِ تفوق عظمتهما كثيرًا السماء والأرض الأصلِيَّتَيْنِ، وتفوقاهما مجدًا.

هل ترى كيف أنَّ القدرة على تَتَبُّع نمط الخلق يمنحنا إطارًا للتحرك بشكل أصيل وطبيعي من العديد من النصوص إلى نقطة التحول المفتاحيَّة للخليقة الجديدة، أي موت وقيامة الرب يسوع؟

وهناك العديد من الخيوط النمطيَّة الأخرى المنسوجة معًا في القصة الكتابيَّة، مثل: العهود، والخروج، ويوم الرب، وملكوت الله.

  1. التعليم الأخلاقي

ولكن ماذا لو كنت تحاول أن تعظ من خلال سفر الأمثال أو من خلال الوصايا العشر؟ ماذا لو كنتَ مجنونًا حَقًّا وحاولت تقديم كرازة تفسيريَّة من سفر اللاويين؟ يبدو أنَّ هذه الأنواع من المقاطع الكتابيَّة هي أفضل لتعليم “ما يجب فِعْله” و”ما لا يجب فِعْله” في الحياة المسيحيَّة الناضجة من أن تكون لتعريف الأشخاص الذين لم يَخلُصوا بعد بما فَعَلَه يسوع؛ حتى يصبحوا مسيحيِّين مؤمنين.

يرسم اللاهوت الكتابي مرةً أخرى طريقًا من الناموس إلى الإنجيل، إذ يمكننا قراءة وصايا أخلاقيَّة محددة ضِمْن تدفُّق قصة الكتاب المقدَّس بثلاث طُرُق على الأقل: أولًا- تقودنا شرائع الكتاب المقدَّس ومبادئه الأخلاقيَّة إلى الرب يسوع بتعريفها إيانا خطيتنا وحاجتنا إلى مُخَلِّص، فكما يُقال مِرارًا كثيرة، تعمل وصايا الله كمرآةٍ تواجهنا بتَشَوُّهنا الأخلاقي. بينما نقرأ تاريخ الانهيار الأخلاقي المُزمِن لإسرائيل نحن نرى قصة البشريَّة، ونرى قصتنا “لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ كُلُّ ذِي جَسَدٍ لاَ يَتَبَرَّرُ أَمَامَهُ. لأَنَّ بِالنَّامُوسِ مَعْرِفَةَ الْخَطِيَّةِ” (رومية 3: 20).

ثانيًا- تُوَجِّهنا وصايا الكتاب المقدَّس الأخلاقيَّة إلى الرب يسوع باعتباره الشخص الذي حفظها إلى التمام، فهو لم يأت لينقض ناموس الله، بل ليُكَمِّله بحذافيره (متى 5: 17). كان كل أبناء الله الآخرين (آدم، إسرائيل، ملوك إسرائيل) ضالّين، وحده يسوع مَنْ أرضى الآب. وهكذا تكشف وصايا الكتاب المقدَّس الأخلاقيَّة في النهاية شخصيَّة الرب يسوع نفسه.

ثالثًا- من خلال الاعتماد على قوة قيامة يسوع وعلى روحه الذي فينا نستطيع الآن أن نحفظ شرائع الله كأبناء وبنات مطيعين، لأن الرب يسوع قد أنقذنا من سلطان الخطيَّة “حَتَّى يَتِمَّ فِينَا الْبِرُّ الَّذِي تَسْعَى إِلَيْهِ الشَّرِيعَةُ، فِينَا نَحْنُ السَّالِكِينَ لَا بِحَسَبِ الْجَسَدِ بَلْ بِحَسَبِ الرُّوحِ” [كتاب الحياة] (رومية 8: 4).

لذا تَخَيَّلْ أنَّك تَعِظ أمثال 11: 17: “اَلرَّجُلُ الرَّحِيمُ يُحْسِنُ إِلَى نَفْسِهِ، وَالْقَاسِي يُكَدِّرُ لَحْمَهُ”، فمن خلال اتِّباع الإطار الذي يرسمه اللاهوت الكتابي لن تُقَدِّم فقط رسالةً مُدَّتها 30 دقيقة عن كيف تكون أكثر رحمةً، بل يمكنك أيضًا أن تُبَيِّن كيف نفشل في الرحمة ونَبرَع في القسوة بطُرُق يصعب ملاحظتها، ثم تُوجِّه الناس إلى تجسيد يسوع للرحمة ولا سِيَّما في بذله حياته من أجل الخطاة، وأخيرًا تربط نعمة يسوع الرحيمة هذه بنا نحن باعتبارها الوقود لتغييرنا من خلال الروح القدس.

  1. حَلّ اللُّغْز

عندما نبدأ في الشعور بتدفُّق اللاهوت الكتابي سنرى أيضًا كيف يَحِلُّ الإنجيل في أغلب الأحيان ألغاز العهد القديم. كيف سَيَفِي الله بوعوده لداود بعد أن كان يهوذا قد سُبِي ولم يكن هناك ملك في أورشليم؟ إذا أزالت ذبائح الهيكل الخطيَّة، فلماذا دان الله إسرائيل؟ كثيرًا ما يتحدث العهد القديم عن بركات الله للأبرار ودينونته للأشرار، فلماذا نرى العكس؟

يمكننا أن نقول المزيد هنا، ولكن يكفي الآن أن نقول إنَّه عندما تُقابِل مُعضِلةً كتابيَّة فَكِّرْ في كيف أنَّ إنجيل الرب يسوع يمكن أن يَحِلَّ اللُّغز. يُثير العهد القديم كروايةٍ عظيمة تَوَتُّراتٍ في حَبْكَته يَحِلُّها بطل الرواية، الرب يسوع.

“أنت هنا”

عندما نستخدم اللاهوت الكتابي لممارسة هذا النوع من التفسير الواعي بالإنجيل يحدث شيءٌ مثيرٌ لغير المؤمنين، فَإنَّ ما يحدث لهم ليس فقط أنَّهم يُواجَهون بخطيتهم ويَتَعَرَّفون على الرب يسوع ويُدعَوْن إلى التوبة والإيمان أسبوعًا بعد أسبوع، ولكنَّهم أيضًا يبدأون في تحديد موقعهم ضِمن التدفُّق التاريخي لعمل الله؛ فالإنجيل ليس مجرد صورة أو فكرة يتمتع غير المؤمنين بالحريَّة في استخدامها أو لَفْظها حَسَب ما إذا كانت “تُناسِبهم”، بل إنَّ قصة يسوع هي قوة تاريخيَّة تضرب جذروها في الماضي، وتستمر في الحاضر، وتُهَيمِن على الأبديَّة. إنَّ الله الذي عمل في عالم الكتاب المقدَّس يعمل الآن في عالمهم أيضًا؛ لأنَّه نفس العالم، ونفس التاريخ، ونفس القصة.


[1] رمزيَّة المِثال (Typology):

هي دراسة تاريخ الخلاص (أشخاص – أحداث – مؤسسات وأنظمة) الذي صمَّمه الله لكي يُصَوِّر مُسبَقًا ويُشير إلى الإتمام الأخير في المسيح أو في حقائق الإنجيل التي أحضرها المسيح. وتلك الحقائق التاريخية في خطة الخلاص من أشخاص (مثل: آدم وموسى وداود) أو أحداث (مثل: الطوفان والخروج والسبي) أو مؤسسات وأنظمة (مثل: الهيكل والكهنوت والمُلك) تُسَمَّى «Type» أو «مثالًا» (أي قالَبًا يُقَدَّر على مثله أو رمزًا لما سيأتي) [رومية ٥: ١٤]، بينما يُسَمَّى الإتمام الأخير في المسيح أو في حقائق الإنجيل التي أحضرها المسيح «Antitype» أو «الاكتمال» (أي المُناظِر للمثال أو الذي يرمز إليه المثال) [١ بطرس ٣: ٢١] (المترجم).

المزيد المتعلق بـ : مقالات