عن 9Marks

رسالة الخدمة وهدفها

إنّ غايةَ وجود خدمة العلامات التِّسْع هي تزويد قادةَ الكنيسةِ برؤيةٍ كتابيةٍ ومواردَ عمليةٍ لإظهارِ مجد الله للأمم من خلال كنائسَ صحيحةٍ.

تاريخ الخدمة

ترجِعُ جذورُ خدمةِ العلامات التِّسْع إلى تولِّي مارك ديفر ومات شماكَر العملَ الراعوي في كنيسة كاپيتول هيل المعمدانية في واشنطن العاصمة. لقد كانت هذه الكنيسةُ آخِذَةً في الانحدار لعِدَّةِ عُقودٍ عندما شرَعَ مارك (الرَّاعي) ومات (المدير المسؤول/وشيخ في الكنيسة) في إصلاحها في أوائل التسعينيَّات. لم يتبعْ مارك ومات الرَّأيَ السائِدَ الذي تتبنَّاه كُتبُ نموِّ الكنيسة – إجراء استطلاعات للرَّأي أو إقامة برامج جديدة أو غرْس الثقافة الصحيحة. لم يفعلا شيئًا سوى أنّهما فتحا كتابَهما المُقدَّس. كان مارك يعِظ، وعَمِلَ الرَّجُلان على بناءِ الكنيسة وتنظيمِها بحَسَبِ الكتابِ المُقدَّس.

الكتاب

بتشجيعٍ من مات، ألَّفَ مارك الكُتيِّبَ الذي نُشِرَ في الكنيسةِ ”تِسْع علاماتٍ للكنيسة الصحيحة“ والذي أصبح بعد عِدَّةِ سنواتٍ كتابَ ”تِسْعِ علاماتٍ للكنيسة الصحيحة“ الذي نشرته دارُ نشرِ ”كروسواي“. ولمَّا كان عددٌ غفيرٌ من القُسوسِ قد انتفعوا من المحادثات التي بدأها مارك ومات، وُلِدَتِ المُنظَّمةُ في أواخِر التسعينيَّات، التي نمَتْ شيئًا فشيئًا منذُ ذلك الحين.

مُنظَّمة الخدمة

تؤمِن خدمةُ العلاماتِ التِّسْعِ أنّ الكنيسةَ المحليَّة هي بؤرةُ التركيز في خطةِ الله لإظهار مجدَه للأمم، وأنّ الكتابَ المُقدَّس كافٍ من أجل حياة الكنيسة. مِن ثَمَّ فإنّ تركيزَ مُنظَّمة العلامات التِّسْع ينصبُّ على الكنيسة، وعلى الكتاب المُقدَّس، وعلى الرُّعاة والقُسوس. إنَّنا نقدِّرُ أن يضُمَّ موقِعُنا مقالاتٍ مكتوبةً بقلمِ كُتَّابٍ كثيرين أساليبُهم مختلفة، كذلك نقدِّر إقامةَ شراكاتٍ مع هيئاتٍ تشاركنا نفسَ الفِكرِ. نرجو أن نستمرَّ في النمو في معرفتِنا بكلمة الله وتطبيقها على جماعةِ الكنيسة المحليَّة. ونعتزمُ نشرَ محتوى موقعِنا على المواقع والمنصَّات والمؤسَّسات الموجودة، وليس إنشاء أُخرى جديدة.

العلامات التِّسْع هي (1) الوعظ التفسيري (2) اللاهوت الكِتابيّ (3) فَهمٌ كِتابيّ للخبر السارِّ ”الإنجيل“ (4) فَهمٌ كِتابيّ للاهتداء ”الإيمان بالمسيح“ (5) فَهمٌ كِتابيّ للكرازة (6) عضوية الكنيسة بحَسَبِ الكتاب المُقدَّس (7) التأديب الكنسي الكِتابيّ (8) التلمذة والنمو بحَسَبِ الكتاب المُقدَّس (9) القيادة الكتابية في الكنيسة. هذه ليسَتْ العلامات الوحيدة الضروريَّة لبناءِ كنائسَ صحيَّة، إنّما هي تِسْعُ ممارساتٍ تغفُلها كنائِسُ كثيرةٌ اليوم، ويجب أن نعودَ نؤكِّد عليها مِن جديدٍ.

رسالة خدمة العلامات التِّسْع وهدفها

إنّ غايةَ وجود خدمة العلامات التِّسْع هي تزويد قادة الكنيسة برؤيةٍ كتابيةٍ ومواردَ عمليةٍ لإظهارِ مجد الله للأمم من خلال كنائسَ صحيحةٍ. ومن أجل تحقيق هذه الغاية، نريد أن نرى كنائسَ تتجلَّى فيها هذه العلاماتُ التِّسْع التي تدُلُّ على الصحَّةِ:

العلامات التِّسْع للكنيسة الصحيحة

  1. الوعظ التفسيريّ

ما هو الوعظ التفسيريّ؟

تتَّخِذ العِظةُ التفسيريَّةُ النقطةَ الأساسيَّةَ في مقطعٍ من الكتاب المُقدَّس وتجعلها النقطةَ الرئيسيَّةَ في العِظةِ، وتطبِّقها على الحياة اليومَ.

أين يُوجَد في الكتاب المُقدَّس؟

  • بحَسَبِ الكتابِ المُقدَّس، يحقِّق اللهُ ما يريد تحقيقه بواسطةِ نُطقِ الكلمة (اُنظُر تكوين 1: 3، إشعياء 55: 10-11، أعمال الرُّسُل 12: 24). هذا يعني أنّه إنْ أراد الوعّاظ أن تؤيِّدَ قوَّةُ الله عِظاتِهِمْ، فيجبُ عليهم أن يعظوا بما يقوله اللهُ.
  • تملأُ صفحاتِ الكتابِ المُقدَّس أمثلةٌ كثيرةٌ على هذا النوع من الوعظ والتعليم: لقد كان الكهنةُ اللَّاويُّون يُعلِّمون الناموسَ (تثنية 33: 10)، وقَرَأَ عزرا واللَّاويُّون من سِفرِ شريعةِ موسَى وفسَّروا المعنَى (نحميا 8: 8)، وفسَّر بطرس والرُّسُل نصوصًا من الكتاب واستحثُّوا سامِعيهم أن يتجاوبوا بالتوبة والإيمان (أعمال الرُّسُل 2: 14-41، 13: 16-47).
  • من جهةٍ أخرى، يدين اللهُ أولئك الذين ”يَتَكَلَّمُونَ بِرُؤْيَا قَلْبِهِمْ لاَ عَنْ فَمِ الرَّبِّ.“ (إرميا 23: 16، 18، 21-22).

لماذا يُعدُّ الوعظُ التفسيريّ مُهِمًّا؟

الوعظ التفسيريّ مُهِمٌّ لأنّ كلمةَ الله هي التي تُبكِّت شعبَ الله وتهديهم وتبنيهم وتُقدِّسهم (عبرانيِّين 4: 12؛ بطرس الأولى 1: 23؛ 1تسالونيكي 2: 13؛ يوحنَّا 17: 17). إنّ الوعظَ الذي يجعل النقطةَ الرئيسيَّةَ في النصِّ هي النقطةُ الرئيسيَّة للعِظة يجعل فِكرَ الله هو الذي يحكم الكنيسةَ وليس فِكرُ الواعِظ.

  1. اللاهوت الكِتابيّ

ما هو اللاهوت الكِتابي؟

اللاهوت الكِتابيّ هو العقيدة الصحيحة. إنّه أفكارٌ صحيحةٌ عن الله. إنّه الإيمانُ الذي يوافِق الكتابَ المُقدَّس.

أين يُوجَد في الكتابِ المُقدَّس؟

  • إنّ الكتابَ المُقدَّس كُلَّه يُعلِّم تعليمًا صحيحًا.
  • تكتظُّ أسفارُ العهد الجديد، مثل رسالتي بولس إلى رومية وإلى أفسس، بتعليمٍ عقيديٍّ غَنيٍّ (اُنظُر رومية 1-11 وأفسس 1-3).
  • كان كُتَّابُ العهد الجديد يُحاجُّون كثيرًا أنّ العقيدةَ الصحيحةَ ضروريَّةٌ لا غِنًى عنها للمؤمنين الأصحَّاء والكنائس الصحيحة (اُنظُر تيموثاوس الأولى 1: 5، يوحنَّا الثانية 1-6، وتيطس 2: 1-10).

لماذا يُعدُّ اللاهوتُ الكِتابيّ مُهِمًّا؟

اللاهوت الكِتابيّ ضروريٌّ لـ

  • الكرازة. الإنجيل عقيدةٌ. لذلك، فإنّ العقيدةَ الصحيحةَ ضروريَّةٌ للكرازة.
  • التلمذة. صَلَّى يسوعُ، ”​قَدِّسْهُمْ فِي حَقِّكَ. كَلَامُكَ هُوَ حَقٌّ.“ (يوحنَّا 17: 17). ينمو المُؤمِنون بأن يتعلَّموا ويحيوا في ضوءِ الحقِّ -بعبارةٍ أُخرى، بالعقيدة الصحيحة.
  • الوحدة. وَفقًا للعهدِ الجديد، فإنّ الوحدةَ الحقيقيَّة الوحيدة هي الوحدة المَبنيَّة على الحقِّ (يوحنَّا الأولى 1: 1-4؛ يوحنَّا الثانية 10-11).
  • العبادة. ما عبادةُ اللهِ إلَّا إخبارٌ بفضائِلِه (بطرس الأولى 2: 9-10) وتمجيده بسبب مَن يكون في ذاتِه (مزمور 29: 2). تأتي العبادةُ الحقَّة استجابةً للعقيدة الصحيحة.
  1. فَهمٌ كِتابيّ للإنجيل

ما هو الإنجيل؟

الخبر السارُّ هو:

  • أنّ اللهَ الواحِدَ القدُّوس خلقَنا على صورتِه لنَعرِفَه (تكوين 1: 26-28).
  • لكِنَّنا أخطَأْنا وانفصَلْنَا عنه (تكوين 3؛ رومية 3: 23).
  • من أجل محبَّتِهِ الكثيرةِ، صار اللهُ إنسانًا في يسوعَ، وعاش حياةً كامِلةً، ومات مُعلَّقًا على الصليب، وهكذا تمَّم الناموسَ بنفسِه وأخذ على نفسِه عقابَ خطايا كلِّ الذين يرجِعون عن خطاياهم ويثقون به (يوحنَّا 1: 14؛ عبرانيِّين 7: 26؛ رومية 3: 21-26، 5: 12-21).
  • قام ثانيةً من الأموات، مُظهِرًا أنّ اللهَ قد قبِلَ ذبيحةَ المسيحِ وأنّه قد استنفَدَ غضبَ الله المُوجَّه ضِدَّنا فلم يتبقَّ منه شيءٌ (أعمال الرُّسُل 2: 24، رومية 4: 25).
  • إنّه يدعونا الآنَ إلى التوبةِ عن خطايانا والثقة بالمسيح وَحدَهُ لغُفرانِ الخطايا (أعمال الرُّسُل 17: 30، يوحنَّا 1: 12). فإنْ تُبْنَا عن خطايانا ووَثِقْنَا بالمسيح، فإنّنا نُولَدُ ولادةً ثانيةً لحياة جديدة، حياةٍ أبديَّة مع الله (يوحنَّا 3: 16).
  • إنّه يجمع لنفسِهِ شعبًا جديدًا من جميع الذين يخضعون للمسيحِ رَبًّا (متَّى 16: 15-19؛ أفسس 2: 11-19).

أين يُوجَد في الكتابِ المُقدَّس؟

تحتوي رسالة رومية 1-4 على واحدٍ من أغنى وأوفى الشروح ”للإنجيل“ في الكتاب المُقدَّس كُلِّه، أمَّا كورنثوس الأولى 15: 1-4 فتحتوي على مُلخَّصٍ مُوجَزٍ للإنجيل.

لماذا يُعدُّ فَهمُ الإنجيلِ مُهِمًّا؟

  • إنّ فَهمَ الإنجيلِ فَهمًا كِتابيًّا هو أمرٌ مُهِمٌّ لأنّ الإنجيلَ هو قُوَّةُ اللهِ للخلاصِ لكُلِّ مَن يُؤمِن، وهو السبيل الوحيد لمُصالَحةِ أُناسٍ خُطاةٍ مع إلهٍ قدُّوس.
  • لا يقتصرُ الأمرُ على ذلك، لكنَّ كُلَّ ما يحدث في الكنيسة ينبع مِن فَهمِها للإنجيل، سواء كان الوعظ أو المشورة أو التلمذة أو الموسيقى أو الكرازة أو الإرساليات وما إلى ذلك.
  1. فَهمٌ كِتابيّ للاهتداء ”الإيمان بالمسيح“

ما هو الفَهمُ الكِتابيّ للاهتداء؟

يُدرِك الفَهمُ الكِتابيُّ للاهتداء ما يُؤدِّيه اللهُ وما يُؤدِّيه الناسُ في الخلاص. فاللهُ في الاهتداء:

  • يُحيِي الأمواتَ (أفسس 2: 5).
  • يهَبُ البَصرَ للعُميان (كورنثوس الثانية 4: 3-6).
  • ويعطي هِبَتَي الإيمانِ والتوبة (فيلبِّي 1: 29؛ أعمال الرُّسُل 11: 18).

أمَّا الناسُ ففي الاهتداء:

  • يتوبون عن الخطيَّة (مَرقس 1: 15؛ أعمال الرُّسُل 3: 19)
  • ويؤمِنون بيسوعَ (يوحنَّا 3: 16؛ رومية 3: 21-26)

يُقِرُّ الفَهمُ الكِتابيّ للاهتداءِ أنّ اللهَ وَحدَهُ هو القادِرُ أن يُخلِّص، وأنّه يُخلِّص الأفرادَ بأن يُمكِّنَهم من الاستجابةِ لرسالة الإنجيل بالتوبة عن الخطيَّة والإيمان بالمسيح.

أين يُوجَد في الكتابِ المُقدَّس؟

  • دعا يسوعُ الناسَ أن يتوبوا ويُؤمِنوا به (مَرقس 1: 15). وقال إنّه إنْ كان أحدٌ لا يُولَدُ ولادةً ثانيةً لا يقدِر أن يدخُلَ ملكوتَ السَّماواتِ. (يوحنَّا 3: 1-8).
  • في سِفرِ أعمالِ الرُّسُل كُلِّه، يقدِّم الرُّسُلُ دعوةً للناسِ أن يرجِعوا عن خطاياهِم ويثقون بالمسيح (أعمال الرُّسُل 2: 38، 3: 19-20، 10: 43، 13: 38-39، 16: 31، 17: 30).
  • تصِفُ رسائِلُ كثيرةٌ حاجتَنا إلى التوبة والإيمان بالمسيح وعملَ الله فوق الطبيعي ليُحقِّقَ ذلك (رومية 6: 1-23؛ كورنثوس الأولى 2: 14-15؛ كورنثوس الثانية 4: 3-6؛ أفسس 2: 1-10؛ تسالونيكي الأولى 1: 9-10؛ تيموثاوس الثانية 2: 25-26).

لماذا يُعدُّ الفَهمُ الكِتابيّ للاهتداء أمرًا مُهِمًّا؟

إنّ الفَهمَ الكِتابيّ للاهتداء مُهِمٌّ للكنائس لأنّه

  • يُوضِّح كيف يجِبُ على الكنائسِ أن تعِظَ غيرَ المؤمنين – يجب أن تقدِّمَ دعوةً لغير المؤمنين أن يتوبوا عن الخطيَّة ويؤمنوا بالمسيح.
  • يُذكِّر الكنائسَ بأنّهُم يجِب أن يكونوا مُتَّكِلين على الله في كُلِّ جهودِهم الكرازية؛ فوَحدَهُ القادِر أن يعطيَ حياةً روحيَّةً جديدة.
  • يُعلِّم الكنائسَ أن تحافِظَ على تمييزٍ واضِحٍ جَليٍّ بينها وبين العالم.
  • ينبغي أن تتَّصفَ حياةُ أعضاءِ الكنيسة بثَمَرِ الاهتداء،
  • يجِب على الكنائسِ ألَّا تقبلَ لممارسة فريضتي المعمودية وعشاء الربِّ سِوى أولئك الذين يُظهِرون دليلاً على اهتدائِهم.
  • ينبغي للكنائسِ أن تبشِّر وتعلِّم عن الحياةِ المسيحية حتّى تؤكِّد باستمرارٍ على طبيعةِ التغيُّر الجذريّ الذي يحدث عند الاهتداء.
  1. فَهمٌ كِتابيّ للكرازة

ما هو الفَهمُ الكِتابيّ للكرازة؟

ما الكرازةُ إلَّا أن نخبِرَ غيرَ المؤمنين بالخبر السارِّ ”الإنجيل“ عمَّا فعلَه يسوعُ المسيح ليُخلِّصَ الخُطاةَ ونطلُبَ إليهم أن يتوبوا ويؤمنوا. لكي تكونَ كرازتُك كرازةً كِتابيَّةً، يجِب عليك:

  • أن تكرِزَ بالإنجيلِ كامِلًا، حتّى بالأخبار المُزعِجة غير السارَّة عن غضب الله مُقابِل خطايانا.
  • أن تدعو الناسَ أن يتوبوا عن خطاياهِم ويثقوا بالمسيح.
  • أن تُبيِّنَ أنّ الإيمانَ بالمسيح باهِظٌ ثَمنُه، لكِنَّه يستحقُّ دفْعَ ذلك الثَّمنَ.

أين يُوجَد في الكتابِ المُقدَّس؟

يحتوي الكتابُ المُقدَّس على تعليمٍ عن الكرازة (متَّى 28: 19-20؛ رومية 10: 14-17؛ بطرس الأولى 3: 15-16) وأمثلةٍ عن الوعظِ الكرازي (اُنظُر أعمال الرُّسُل 2: 14-41، 3: 12-26، 13: 16-49، 17: 22-31). أيضًا كُلَّما تحدَّثَ الكتابُ المُقدَّس عن الإنجيل، فإنّه يُعلِّمنا ما يجب أن نشارك بِه في الكرازة (اُنظُر، على سبيل المثال، رومية 1-4 وكورنثوس الأولى 15: 1-4).

لماذا يُعدُّ الفَهمُ الكِتابيّ للكرازة مُهِمًّا؟

  • عندما تتبنَّى الكنيسةُ فَهمًا غيرَ كِتابيٍّ للإنجيل، فإنّهم لا يبشِّرون بالإنجيل بل يكون تبشيرُهم بطَرائِقَ مُضلِّلةٍ أو غيرِ قويمةٍ، أو يشاركون رسالةً ليسَتْ هي رسالةَ الإنجيل.
  • من جهةٍ أُخرى، يوضِّح الفَهمُ الكِتابيّ للكرازة دورَنا في المَهمَّةِ التي كلَّفَ اللهُ الكنيسةَ بها: ينبغي لنا أن نكرِزَ بالخبر السارّ عمَّا فعلَه المسيحُ، ونصلِّي أن يجعلَ اللهُ الناسَ يُؤمِنون به.
  1. عضوية الكنيسة

ما هي عضوية الكنيسة؟

بحَسَبِ الكتاب المُقدَّس، فإنّ عضويةَ الكنيسةِ هي التزامٌ واجِبٌ على كُلِّ مسيحيٍّ، بأن يتعهَّدَ أن يحضُرَ كنيسةً محليَّة ويُحِبَّها ويخدمَها ويخضعَ لها.

أين تُوجَد في الكتابِ المُقدَّس؟

  • طَوال تاريخ العهد القديم، ميَّزَ اللهُ تمييزًا واضِحًا بين شعبِه والعالم (اُنظُر لاوِيِّين 13: 46، العدد 5: 3، تثنية 7: 3).
  • يقول المسيح إنّ دخولَ ملكوتِ الله يعني الارتباط بالكنيسة ”عَلَى الأَرْضِ“ (متَّى 16: 16-19، 18: 17-19). أين نرى الكنيسةَ على الأرض؟ الكنيسة المحليَّة.
  • يُشير العهدُ الجديد صراحةً إلى وجودِ بعض الناس داخل الكنيسة ووجود آخَرين خارجها (كورنثوس الأولى 5: 12-13). إنّ هذا يفوق بكثيرٍ كونه مجرَّد ارتباطٍ مُتقطِّع وعابِر.
  • تألَّفَتِ الكنيسةُ في كورنثوس من عددٍ مُحدَّدٍ من المؤمنين، حتّى إنّ بولس قدَر أن يتكلَّم عن العِقابِ الذي من الأكثرين (كورنثوس الثانية 2: 6).
  • لا يُقرِّر العهدُ الجديد حقيقةَ عضوية الكنيسة فَحَسْبُ، بل إنّ عشراتٍ من مقاطعِ ”بَعْضُكُمْ بَعْضًا“ التي تدُلُّ على العضوية مكتوبةٌ إلى كنائسَ محليَّةٍ، ممَّا يسُدُّ أيَّ ثغراتٍ في فَهمِنا لكيف يجب أن تكونَ عضويةُ الكنيسة عمليًّا.

لماذا تُعدُّ عضويةُ الكنيسة أمرًا مُهِمًّا؟

إنّ عضويةَ الكنيسة بحَسَبِ الكتاب المُقدَّس مُهِمَّةٌ لأنّ الكنيسةَ تقدِّم شهادةَ الله لنفسِه في العالم. إنّها تُظهِر مجدَه. بواسطة عضوية الكنيسة، إذن، سيرَى غيرُ المؤمِنين في حياةِ شعب الله الذين تغيَّروا قداسةَ اللهِ ونعمتَه وقوَّةَ إنجيلِه ليُخلِّص الخُطاةَ ويُغيِّرهم.

  1. التأديب الكَنسيّ

ما هو التأديب الكَنسيّ؟

  • إنّ التأديبَ الكَنسيَّ بمَعناه العام، هو كُلُّ ما تفعلُه الكنيسةُ لتساعِدَ أعضاءَها أن يتبعوا القداسةَ ويحاربوا الخطيةَ. فالوعظُ والتعليم والصلاة والعبادة الجماعية وعلاقات المُساءَلة والرعاية التقيَّة التي يقدِّمُها الرُّعاةُ والشيوخُ تُعدُّ كُلُّها صورًا من التأديب.
  • أمَّا التأديبُ الكَنسيُّ بمعناه الأخصّ فهو إجراءٌ لتوبيخ الخطية في حياة جسد الكنيسة، الأمر الذي يتضمَّن الخطوةَ الأخيرة المُحتمَلة، وهي أن يُستبعَدَ من عضويةِ الكنيسة مؤمِنٌ مُعترِفٌ ويُعزَلَ من الاشتراك في مائدةِ عشاء الربِّ بسبب عدم توبتِه على خطيةٍ خطيرة تهدِّد سلامةَ الجسد (اُنظُر متَّى 18: 15-20؛ كورنثوس الأولى 5: 1-13).

أين نجده في الكتابِ المُقدَّس؟

  • يأمر العهدُ الجديد بالتأديبِ بهدف التقويم (عَزْل واستبعاد الخُطاة غير التائبين من شركة الكنيسة) في مقاطعَ مثل متَّى 18: 15-17؛ كورنثوس الأولى 5: 1-13؛ كورنثوس الثانية 2: 6؛ تسالونيكي الثانية 3: 6-15.
  • يتحدَّث العهدُ الجديد عن التأديبِ بهدف التشكيل (أي جِهادنا لننمو في القداسِة معًا) في مقاطعَ لا حصرَ لها تتكلَّم عن اتِّباعِ القداسة وبِناء بعضُنا بعضًا في الإيمان، مثل أفسس 4: 11-32 وفيلبِّي 2: 1-18.

لماذا يُعدُّ التأديبُ الكَنسيّ أمرًا مُهِمًّا؟

تصوَّر التأديبَ على أنّه الرَّكيزةُ التي تدعمُ الشجرةَ لتنمو في وضعٍ مُستقيمٍ، أو أنّه مجموعةُ العجلات الإضافية على الدرَّاجة، أو الساعات الطويلة التي يتدرَّب فيها المُوسيقِي. بلا تأديبٍ، لن ننموَ كما يريدنا الله. أمَّا بقبولنا التأديب، فإنّنا بنعمة الله سوف نُثمِر ثمرَ بِرٍّ لِلسلامِ (عبرانيِّين 12: 5-11).

  1. التلمذة

ما هي التلمذة؟

يُعلِّم الكتابُ المُقدَّس أنّ المؤمِنَ الحَيَّ هو مؤمِنٌ ينمو (بطرس الثانية 1: 8-10). يُعلِّم الكتابُ المُقدَّس أيضًا أنّنا لا ننمو بالتعليم فَحَسْبُ، بل بالاقتداء والتمثُّل (كورنثوس الأولى 4: 16، 11: 1). لذلك يجب على الكنائسِ أن تعِظَ أعضاءَها وتحرِّضَهم على النموِّ في القداسةِ ومساعدة آخرين أن ينموا هم أيضًا في قداستِهم.

أين نجدها في الكتاب المُقدَّس؟

  • حثَّ بطرس قُرَّاءَه على النموِّ في النعمةِ وفي معرفةِ رَبِّنا ومُخلِّصِنا يسوعَ المسيحِ (بطرس الثانية 3: 18).
  • حثَّ بولس أهلَ أفسس على النموِّ بأن ينطِقوا بالحقِّ بمحبَّةٍ بعضُهم لبعضٍ (أفسس 4: 15).
  • تُوصِينا مقاطعُ كثيرةٌ في الكتابِ المُقدَّس أن نقتديَ ونتمثَّلَ بالقادةِ الأتقياء (فيلبِّي 4: 9؛ عبرانيِّين 13: 7).

بيتُ القصيد هو أنّه، بحَسَبِ الكتاب المُقدَّس، يجِب على المؤمِنين جميعِهم أن ينموا في المسيح، وأن يتمثَّلوا بمؤمِنين أتقياءَ آخَرين، وأن يشجِّعوا آخَرين في مسيرةِ نموِّهم نحو مُشابَهةِ بالمسيح.

لماذا تُعدُّ التلمذةُ أمرًا مُهِمًّا؟

  • إنّ تعزيزَ التلمذةِ والنموِّ الكِتابيِّيْن مُهِمٌّ لأنْ ليس أحَدٌ منَّا قد صار كامِلًا، فعملُ اللهِ فينا لم ينتهِ بعد. فحتّى نموت، سيظلُّ المؤمِنون جميعًا يجاهدون ضِدَّ الخطية، ونحن بحاجةٍ إلى كلِّ العون الذي نقدِر أن نحصُلَ عليه في هذه المعركة.
  • إنْ أهملَتِ الكنيسةُ التلمذةَ والنموَّ، أو علَّمَتْ بنسخةٍ مُنحرِفة وغير كتابية منها، فإنّها تثبِّط عزيمةَ المؤمِنين الحقيقيِّين وتُطَمْئِن خَطأً المؤمِنين الزَّائِفين. من جهةٍ أُخرى، إذا رَعَتِ الكنيسة وشجَّعَتْ ثقافةَ التلمذةِ والنموِّ المسيحيّيْن، فسوف تُضاعِف جهودَ المؤمِنين للنموِّ في القداسة.
  • الكنيسةُ التي لا تنمو في الإيمان ستقدِّم في النهاية شهادةً غير صحيَّة للعالم.
  1. القيادة

ما هي القيادة الكتابية؟

يُعلِّم الكتابُ المُقدَّس أنّه يجِب أن يقودَ ويرعى كُلَّ كنيسةٍ محليَّة عَددٌ من الرِّجال المُؤهَّلين الأتقياء يُدعَون الشيوخ.

أين تُوجَد في الكتابِ المُقدَّس؟

يصِف بولس مؤهِّلاتِ الشيوخ في تيموثاوس الأولى 3: 1-7 وتيطس 1: 5-9. تشمل المقاطِعُ التي تُثبِت وجودَ عددٍ من الشيوخ في كنيسةٍ محليَّة واحدة أعمالَ الرُّسُل 14: 23، 20: 17؛ وتيموثاوس الأولى 4: 14، 5: 17؛ ويعقوب 5: 14.

لماذا تُعدُّ القيادة الكتابية أمرًا مُهِمًّا؟

يمنح اللهُ الكنائسَ شيوخًا

  • ليُطعِموا خرافَ الله كلمةَ الله (يوحنَّا 21: 15-17)،
  • ليُرشِدوا الخرافَ (تيموثاوس الأولى 4: 16؛ بطرس الأولى 5: 3؛ عبرانيِّين 13: 7) ،
  • ويَحمُوا الخرافَ من المُقاوِمين (أعمال الرُّسُل 20: 27-29؛ تيموثاوس الثانية 4: 3-4؛ تيطس 1: 9)،
  • بينما يحمون أنفُسَهم والكنيسةَ بواسطة الحِكمة التي لهم بسببِ كثرة عددِهم (أمثال 11: 14، 24: 6).

بيت القَصيد؟ إنّ القيادةَ الكتابية في الكنيسة مُهِمَّةٌ إذ دونها يكون شعبُ الله كغنمٍ لا راعِيَ لها.

+++

لماذا تُوجَد خدمةُ العلامات التِّسْع؟

لقد عُلِّمَ عددٌ كبير جدًّا من القُسوس أنّ الإحصاءاتِ والتوقُّد العاطفي هي التي تحدِّد تعريفَ ”النجاح“. أمَّا خدمةُ العلامات التِّسْع فغاية وجودها هي مساعدةُ قادةَ الكنيسةِ على تعريف النجاح أنّه السلوكُ بالأمانة تُجاه الله وكلمتِه وشعبِه.

يُحسَبُ لهؤلاء القُسوس أنّ كثيرًا منهم لا يهتمُّون بنموِّ الأعداد من أجل الأرقام في حدِّ ذاتها. بل إنَّهم يريدون الوصول إلى مَزيدٍ من الناس ببشارة المسيحية. لكنّ المشكلةَ هي أنّهم بدأوا في إعادة بِناء وتنظيم الحياة الجماعية في كنائسهم حول الخروج بقوافلَ لتقديم الخدمات والكرازة. فأصبح تقديم الخدمات أمرًا أساسيًّا.

نماذجُ مُختلِفة

يحاول بعضٌ منهم أن يجذبوا العالمَ بواسطة برامج الكنيسة وطَرْق أبواب البيوت وزيارتها بهدف الكرازة. ويختتمون عِظاتِهم بتقديم دعوةً للناس ”أن يمشوا بين مقاعدِ الكنيسة ويتقدَّموا إلى الأمام“ – أو بعبارةٍ مِثل ”إنّ يسوعَ يتوقُ إلى إقامةِ علاقة شخصيَّة معك، لذا اُطلُبه ليسكُنَ في قلبِك.“

أمَّا البعضُ الآخَر فيبنِي كُلَّ شيءٍ في الكنيسةِ حول فكرة أن نكون وَدودين مع غير المؤمِنين والباحِثين عن الحقِّ. إنّهم يُسقِطون الحواجِز الثقافية الكنسية ويلتجِئُون إلى ”الاحتياجات المَلموسة“، مثل العلاقات والإنجاز والغرض والمعنى.

ما زال بعضٌ آخَرُ يُؤكِّد على ضرورةِ أن تتركَ الكنائسُ الحديثَ عن الحدود التي تفصِلُهم و”تتجسِّد“ للثقافة. لذا اِنتقِلْ إلى المدينة. وشارِكْ في الفنون والمدارس والمطاعم الخيرية للفُقراء. غَيِّرْ الثقافةَ. اخدِمْ واِيتِ بالشفاء.

السؤال الأساسيّ

تكمُن المشكلةُ في أنّ الذين يُنَادُون بهذه النماذج الثلاثة غالبًا ما يبدَأُون بسؤالٍ ثانوي – ”كيف نقدِر أن نصِل إلى العالم ونؤثِّر فيه؟“ هذا سؤالٌ وجيه، لكنَّه ليس السؤالَ الأساسيّ. السؤال الأوَّل هو ”بصفتنا شعبَ اللهِ كيف يُمكِننا أن نسيرَ بأمانةٍ مع الله؟“ إنّ جُزءًا من كونِك أمينًا يعني محاولة الوصول إلى العالم، لكنّ الأمانةَ تتعلَّق في المقام الأوَّل باستماعِ صوتِ الله وطاعة كُلَّ وصاياه التي يأمر بها – ”​وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ.“ (متَّى 28: 20).

تقترح خدمةُ العلامات التِّسْع أنّ الكنائسَ يجب تبدأ بالأمانة، وهو ما يقودنا إلى منهجٍ آخَرَ.

الكنيسة الأمينة

تصوَّر هذا: مجموعة من الناس يجتمعون في قاعةٍ. ثُمَّ وقفَ أحدُهم وفتحَ الكتابَ المُقدَّس قائِلًا: ”هكذا يقول الربُّ.“ وفسَّرَ المعنى. جماعةُ الكنيسة تسبِّح وتصلِّي ويشتركون في الخُبز والكأس ويرجِعون إلى بيوتِهم مُتحمِّسين لمشاركة كلمة الله مع أولئك الذين لم يسمعوا بها مِن قَبْل.

حقًّا، ليسَتْ هذه إلَّا صورةٌ لكنيسةٍ أمينةٍ.

كنيسةٌ أمينة؟ يبدو أنّ هذا المِثال لا يرى احتياجَ السوق ويُميِّزه. فإنّه لا يزيد عن مقدار الإثارة نفسِه الذي نحصل عليه عند مُشاهدة زراعة بِذرة؟ اِنتظرْ، هناك المزيد: فالكلمات تخرج بقُوَّةٍ، وبالرُّوحِ القُدسِ، وبيقينٍ شديدٍ. الضمائر تُوخَز. وتتغيَّر الحياة. ويرجِع الناس إلى بيوتِهم مُتعبِّدين لله ببُغضِهم للخطية ومحبَّتهم بعضُهم لبعضٍ وبأن يبحثوا عن أقربائِهم.

الكنيسةُ الأمينة هي كنيسةٌ مُطيعة وكنيسة مُتواضِعة، وما أروع هذا المِثال فإنّ جاذبيتَه فوق طبيعية. إنّها مُختلِفةٌ تمامًا كالمِلح وساطِعةٌ كالنور. حتّى إنّ الناسَ يَظهَرون أنّهم … أبناءُ الله وبناته. إنْ كُنتَ تتحدَّث عن الجَذب، فإنَّ كُلَّ شيءٍ يبدأ بالاستماع إلى صوتِه.

ماذا تفعل خدمة العلامات التِّسْع؟

في خدمةِ العلاماتِ التِّسْع نؤلِّفُ كُتُبًا ونكتُب مقالاتٍ ونعرض ونحلِّل الكُتبَ. نُضيف مؤتمراتٍ، ونسجِّل لقاءاتٍ، ونتشاور مع قادة الكنيسة. باختصارٍ، إنّنا نفعل كُلَّ ما في وُسْعِنا لمساعدة القسوس ورُعاة المُستقبَل وأعضاء الكنيسة أن يروا كيف يكون شَكلُ الكنيسة الكِتابية ويتَّخِذوا خُطواتٍ عمليَّة نحو أن تصبحَ كنيستُهم كنيسةً كِتابيةً.

في السنوات الأولى من حياة الخدمة، كان صوتُ مارك ديفر هو الصوت الرئيسيّ الوحيد. إلَّا أنّ المبادِئَ كِتابيةٌ، وأخذَتْ حركةٌ صغيرة من قادة الكنيسة تضطلع بمَهام الكتابة والتعليم.

الموارد التي توفِّرها خدمةُ العلامات التِّسْع

إنّ المواردَ التي تقدِّمها خدمةُ العلامات التِّسْع ليسَتْ ثمرَ فِكر مُؤلِّفٍ واحدٍ، بل إنّ الكُتبَ والمجلّات الدورية والبودكاست الصوتية والمواد المرئية (الفيديو) هي ثمرُ فِكر عددٍ من الكُتَّاب الذين يُشاركوننا نفس الفِكر. وعلى الرَّغم من خلفيَّاتهم المُختلِفة، فإنّ رغبةً واحدةً مُشتركة تجمعهم وتوحِّدهم، وهي أن يروا تأثيرَ كلمة الله في حياة الكنائس المحليَّة في جميع أنحاء العالم. أغلبُ الكُتَّاب والمُتكلِّمين مُوزَّعون في بلاد مُختلِفة في العالم ويكتبون من سياقهم وثقافتهم ليُؤيِّدوا الحقَّ الموجود في المبادئ المُشترَكة الراسخة.