الكرازة والإنجيل
الكرازة تعني: تعليم الإنجيل بهدف الإقناع!
كيف نتأكد أن كرازتنا فعَّالة؟ حسنًا، إجابة هذا السؤال تعتمد على كيف نُحدد طريقة كرازتنا، وتحديد كرازتنا بطريقة كتابية، يجعل طريقة الكرازة تسير جنبًا إلى جنب في اتفاق مع الكتب المُقدَّسة، إذا لم نثبِّت ونؤكد كرازتنا بطريقة كتابية، عندها يكون هناك شك إذا كنا نكرز حقًا!
على سبيل المثال: قد يكون حديث ربة منزل مع صديقة في مكان تتناولان فيه القهوة بمثابة كرازة، بينما اللاَّهوتي الدفاعي اللامع الذي يتحدث داخل مبنى الكنيسة ليس كذلك! قليلون هم الذين يرون الأمر بهذه الطريقة، هذا لأننا لدينا فهمًا خاطئًا عن الكرازة، تعريف الإيمان شيءٌ جيد، لكن كم هو بسيطًا أن تقدم دفاعيات دون أن تقدم رسالة الإنجيل، ونحن لا يمكننا الكرازة بدون الإنجيل.
إليكم هذا التعريف الذي أفادني لسنين عديدة، الكرازة تعني: تعليم الإنجيل بهدف الإقناع!
قد يبدو كلامي غريبًا، أليس كذلك! أكاد أجزم أن غالبية الناس يتوقعون الكثير من الكلام اللاهوتي عن الأمر، لكن هذا التعريف رغم بساطته الشديدة لكنه يقدم ميزانًا نقيّم عليه طريقة كرازتنا، أفضل من مجرد محاولة معرفة كم عدد اللذين يستجيبون لنداء الخلاص.
وإليكم شرح أكثر تفصيلًا: الكرازة هي تعليم (إنذار، وإعلان، ووعظ) بالإنجيل (الذي هو رسالة الله التي تقود لخلاص الإنسان) بهدف (رجاء، ورغبة، وغاية) الإقناع (الاقتناع، والهداية).
لاحظ أن هذا التعريف لا يتطلب استجابة علانية في الحال، ربما نظن أن بعض الأفعال مثل: التقدُّم للأمام، أو رفع الأيدي أو حتى تقديم صلاة قصيرة، قد تعني أن كرازتنا نجحت، لكن الحقيقية هي أن الكرازة ليست كذلك، ولاحظ أيضًا أننا إذا فقدنا أحد الأركان الأربعة التي تحدثت عنها قبل قليل، ربما يكون ما قدمناه شيئًا آخر غير الكرازة!
تعاني الكنيسة من الضعف حول العالم بسبب تقديم ما يظنونه كرازةً وهو ليس كذلك، علِّم بوضوح ما هي رسالة الإنجيل، وما هو المطلوب من الإنسان حتى يصير مؤمنًا بالمسيح.
ليكن لديك هدف الإقناع، لكن إقناع بدون تدليس، بمعنى أنه لا يجب إغفال حقيقة أن الحياة المسيحية صعبة، وهكذا بالمثل، لا ترتبك حول استجابة الإنسان لعمل الروح القدس، لكن لا تكذب بخصوص النتائج، كن حذرًا من أن تنادي أشخاصًا بأنهم مؤمنين بدون دليل يؤكد تحولهم للإيمان بالمسيح.
كنْ حذرًا لئلَّا تُجرَّب بأن تضحي بمبادئ الإنجيل في مقابل الحصول على نتائج (أو النجاح الزائف)، كلما نظرت حولي، أرى الكثير من الممارسات غير الكتابية في الكرازة، حيث تُترك رسالة الإنجيل غير مدروسة، وتُستخدم الكثير من الكلمات غير الكتابية للتقليل من تأثير المعنى الحقيقي للخطية والموت والجحيم.. إلى آخره أو تُربك الكثيرين ممن يطلبون معرفة الحق بصدق.
وعود الثروة والرخاء تخدع معظم الناس سريعي التأثر مثل: الفقراء والمحرومين والمرضى، وللأسف، كثير من الكنائس تقدم إنجيلًا يعِد بالكثير من المزايا وبحياة مريحة بدون مشقَّة، لكن هذا الإنجيل ليس له وجود بين الكتب المُقدَّسة، بل إن رسالة الإنجيل تشوَّهت بهذا الإنجيل الذي يدعوه بولس “إنجيل آخر” وهو ليس إنجيلًا على الإطلاق “إِنِّي أَتَعَجَّبُ أَنَّكُمْ تَنْتَقِلُونَ هكَذَا سَرِيعًا عَنِ الَّذِي دَعَاكُمْ بِنِعْمَةِ الْمَسِيحِ إِلَى إِنْجِيل آخَرَ! لَيْسَ هُوَ آخَرَ، غَيْرَ أَنَّهُ يُوجَدُ قَوْمٌ يُزْعِجُونَكُمْ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُحَوِّلُوا إِنْجِيلَ الْمَسِيحِ” (غلاطية 1: 6-7)، بالتركيز على تقديم رغبات الناس وأمنياتهم، تعطي الكنيسة رسالة بأن التركيز على البشر وليس على مجد الله الذي يظهر في عبادة المؤمنين.
لذلك، غالبًا أصبحت خدمة الكنيسة مجالًا للترفيه وليس للعبادة، كان يسوع يتفاعل مع الجميع، لكنه لم يقدِّم تسلية! أصبح هناك اختلاف كبير في خدمة الكنيسة اليوم، هذا ما يجعل المرء يضيع! عمل المسيح الثمين الذي كان يقدَّم بالأمس القريب، أُستبدِل بدعاية رخيصة لمساعدة النفس!
كل هذه الأمور هي نتيجة لانخداعنا بمغريات العالم التي قوَّضت الكرازة الكتابية.
لكن علاج هذا الأمر مازال ممكنًا في زماننا كما في زمن بولس، وهو في ثبات عقولنا وقلوبنا على كرازة مبنية على مبادئ الكتاب وتُركِّز على رسالة الإنجيل، يجب أن نتعلَّم كيف نُعلِّم رسالة الإنجيل بنزاهة، ونضع نُصب أعيننا أن الهدف هو توبة حقيقية للسامعين.
لذا، دعونا نهتم بشدة بالأربعة أركان من تعريف الكرازة: “التعليم” و”الإنجيل” و”الهدف” و”الإقناع”.
(هذه المادة هي مقتطف من كتاب لــ جي ماك ستيلز بعنوان “الكرازة: كيف تُكرز كل الكنيسة عن يسوع؟”)
هذه المقالة مُترجمة بالشراكة مع خدمة ذهن جديد. قم بزيارة موقعهم الإلكتروني للمزيد من المصادر المُتمركزة حول الإنجيل.