العضويَّة والتأديب الكنسي

متى يجب على الكنيسة ممارسة التأديب الكنسي؟

مقالة
05.25.2022

الإجابة على هذا السؤال تتوقف على ما إذا كنا نتحدث عمَّا يسميه “جاي آدمز” تأديبًا كنسيًا رسميًا أو غير رسمي. التأديب غير الرسمي يعتبر مواجهة خاصة، أما التأديب الرسمي يعتبر عملية موسَّعة على مستوى الكنيسة.

التأديب غير الرسمي:

 أي خطية سواء كانت خطيرة أو هيِّنة، قد تطلب توبيخًا خاصًا بين أخين أو أختين في الإيمان، هذا لا يعني أن نوبِّخ كل أمر حتى لو كان صغيرًا قد يقترفه أخٌ في الكنيسة، لكن يعني أن أي خطية تقع بين اثنين من إخوة الكنيسة –لا يهم مدى صِغرها-  يمكن تداركها بمحبة اعتمادًا على الحكمة.

التأديب الرسمي:

 يتلخص التأديب الكنسي الرسمي بحسب الكتاب المقدَّس في أن هذا التأديب يصبح مطلوبًا في حالة إذا كانت الخطية خارجية وخطيرة ولا يُقدم عنها توبة.

أولًا، يجب أن تكون هذه الخطية ظاهرة خارج الشخص، يجب أن تكون شيء يمكن رؤيته بالعين أو سماعه بالأذُن، لا يجب أن تتسرع الكنيسة برفع راية التحذير كلما كان هناك اشتباه في طمع أو كبرياء في قلب شخص ما، هذا لا يعني أنها خطايا غير خطيرة، بل إن المقصود هو أن خطايا القلب لا يمكن للإنسان أن يراها، وحده الله هو من يرى، وخطايا القلب تنكشف مع الأيام عندما تطفوا على السطح “فَقَالَ الرَّبُّ لِصَمُوئِيلَ: «لاَ تَنْظُرْ إِلَى مَنْظَرِهِ وَطُولِ قَامَتِهِ لأَنِّي قَدْ رَفَضْتُهُ. لأَنَّهُ لَيْسَ كَمَا يَنْظُرُ الإِنْسَانُ. لأَنَّ الإِنْسَانَ يَنْظُرُ إِلَى الْعَيْنَيْنِ، وَأَمَّا الرَّبُّ فَإِنَّهُ يَنْظُرُ إِلَى الْقَلْبِ»” (صموئيل الأول 16: 7)، 

 “هكَذَا كُلُّ شَجَرَةٍ جَيِّدَةٍ تَصْنَعُ أَثْمَارًا جَيِّدَةً، وَأَمَّا الشَّجَرَةُ الرَّدِيَّةُ فَتَصْنَعُ أَثْمَارًا رَدِيَّةً” (متى 7: 17)، “لأَنَّهُ مِنَ الدَّاخِلِ، مِنْ قُلُوبِ النَّاسِ، تَخْرُجُ الأَفْكَارُ الشِّرِّيرَةُ: زِنىً، فِسْقٌ، قَتْلٌ” (مرقس 7: 21).

ثانيًا: يجب أن تكون خطية عظيمة، لأن تعقُّب كل خطأ صغير ربما يقود شعب الكنيسة إلى حد الهوس بالكمال والناموسية في كل أمر، هناك احتياج واضح لوجود مكانًا للمحبة “لأَنَّ الْمَحَبَّةَ تَسْتُرُ كَثْرَةً مِنَ الْخَطَايَا” (1 بطرس 4: 8)، لا ينبغي تعقُّب الخطايا لأقصى درجة، نشكر الله لأنه لا يعاملنا هكذا!

أخيرًا: التأديب الكنسي الرسمي هو المسار المناسب عندما يكون هناك عدم توبة عن الخطية، وتمت مواجهة الشخص المتورط في الخطية بشكل شخصي بحسب وصية الكتاب، ورفض التوقف عنها، واصبح واضحًا بكل الأشكال أن حبه للخطية أكبر من محبته للمسيح.

 هناك استثناء واحد وهو، عندما تكون هناك خطية عظيمة جدًا لدرجة تثير التساؤل على الفور حول مدى صحة اعتراف وإيمان الشخص بالمسيح، في الرسالة الأولى لأهل كورنثوس، الأصحاح الخامس يوجد مثال واضح لمثل هذه الحالة.

(هذه المادة مأخوذة عن مقال بعنوان “التأديب الكنسي التمهيدي” للكاتب جوناثان لي مان)


هذه المقالة مُترجمة بالشراكة مع خدمة ذهن جديد. قم بزيارة موقعهم الإلكتروني للمزيد من المصادر المُتمركزة حول الإنجيل.

المزيد المتعلق بـ : مقالات