العيش معًا

الصلاة الجماعيَّة من خلال “الأربعة أعمدة الأساسيَّة”

مقالة
11.28.2022

لقد كنَّا جميعًا جزءًا من كنائس حيث تتواجد الصلاة ولكنَّها ليست هادفة ولا فعَّالة. لسوء الحظِّ، تبدو الصلاة في الكنيسة في كثير من الأحيان مثل الصلاة قبل الوجبات؛ فهي إلزاميَّة ويحترم الجميع قرارك بالقيام بها، لكن لا أحد يستفيد منها كثيرًا. إذ يتمُّ اختزالها في كونها أفضل أداة للانتقال من نشاط إلى آخر. دعونا نجعل الجميع يغلقون أعينهم ويحنون رؤوسهم، حتَّى لا يكون نقل فريق التسبيح إلى المنبر أو خارجه أمرًا محرجًا.

أصبحت الصلاة هي الافتتاح للفقرة الرئيسيَّة؛ أي عظة الأحد. ومع ذلك، يذكِّرنا القسُّ إي إم باوندز في القرن التاسع عشر، “إنَّ التحدُّث للناس عن الله هو أمر عظيم، لكنَّ التحدُّث لله عن الناس لا يزال أعظم.”

مع أخذ ذلك في الاعتبار، تُعتبَر الصلاة أمرًا مهمًّا بالنسبة لنا في كورنورستون، في الكنيسة التي أرعاها. ونحن لا نريد لأعضائنا وزوَّارنا أن يسمعوا من الله فقط من خلال الترانيم والعظات التي يتمُّ إلقاؤها من المنبر. إن كان الأمر كذلك، فسيكون من السهل على الناس أن يشعروا بأنَّهم متفرِّجون، وهذا ليس الهدف من الشركة في العبادة. الهدف هو الخدمات التي تكون شخصيَّة وتشاركيَّة. نريد أن تتاح الفرصة للحاضرين للتواصل مع الله بشكل شخصيٍّ، ونرى الصلاة كجزء أساسيٍّ من تحقيق هذا الهدف.

يفهم الجميع أنَّنا يجب أن نصلِّي في الكنيسة. لكنَّ الطريقة التي نصلِّي بها تُحدِث فرقًا كبيرًا، ولهذا نستخدم الصلاة الجماعيَّة كطريقة واحدة لتعليم كنيستنا كيفيَّة التعامل مع الله.

من خلال هذا النظام، توجد ثلاثة أشياء نأمل أن تحدث. أوَّلاً، نريد أن تعالج صلواتنا المفاهيم الخاطئة؛ ثانيًا، نريد أن نصلِّي من أجل أشياء يتجاهلها كثيرٌ منَّا، مثل الصلاة من أجل السلطات الحكوميَّة؛ وثالثًا، نريد أن نظهر أنَّ الصلاة الجوهريَّة لا يجب أن تستغرق وقتًا طويلاً. يمكننا إنجاز الكثير في خمس دقائق.

باختصار، لقد تعلَّمنا ألاَّ نفترض أنَّ الناس يعرفون كيفيَّة الصلاة، وهذا هو سبب تضميننا “الأربعة أعمدة الأساسية” على وجه التحديد عندما نجتمع معًا.

العبادة

إنَّ العبادة هي الأساس لوقتنا مع الله. نريد أن نثبِّت في القلوب والعقول أنَّه لشرف مطلق أن نتحدَّث مع الله. معظمنا على دراية بالصلاة لدرجة أنَّنا نقترب من الله باستخفاف. ونحن نريد القضاء على ذلك في مهده من بداية خدمتنا.

فعوضًا عن ذلك، نريد أن نتذكَّر شخصيَّة الله المهيبة؛ من هو وما فعله في المسيح من أجل غير المستحقِّين. وأنَّنا نستطيع الاقتراب بجرأة من الله بسبب تضحية يسوع العظيمة. وصلوات العبادة تذكِّرنا أيضًا أنَّنا يجب أن نأتي إليه باتِّضاع.

الاعتراف

إذا كنَّا نقوم بالعبادة بشكل صحيح، فإنَّ الاعتراف يصبح انعكاسًا للروح، ويصبح الخطوة المنطقيَّة التالية. عندما نتأمَّل في قداسة الله، تظهر خطايانا، وهكذا نُقاد إلى الاعتراف.

ونحن نأمل أنَّه عندما نسمع أحد أفراد عائلة كنيستنا يعترف بالخطيَّة، فإنَّنا سنفكِّر في أنفسنا، “أنا أيضًا”. وغالبًا ما نرغب في تصغير الخطيَّة في حياتنا، ولكن عندما نسمع الآخرين يعترفون، نتشجَّع على البحث في قلوبنا وكشف الخطايا التي كنَّا نغفل عنها. هذا لا يقودنا إلى اليأس، بل إلى التبعيَّة والفرح لأنَّنا في هذه اللحظات نتذكَّر بشكل خاصٍّ أمانة الله وصلاحه (1 يوحنَّا 1: 9).

إنَّ الاعتراف الذي يتمُّ بشكل صحيح يستخرج العبادة منَّا. ومع ذلك، نظرًا لأنَّ الاعتراف يتحدَّانا لاستكشاف ظلام حياتنا، فإنَّنا كثيرًا ما نتخلَّى عنه ونفقد تجربة الفرح الذي يمنحه لنا الله. من المؤكَّد أنَّ أيَّ صلاة اعتراف يجب أن تكون جادَّة وبندم، ولكن يجب أن ينتهي الوقت دائمًا بالفرح، مثل داود في مزمور 32:

طُوبَى لِلَّذِي غُفِرَ إِثْمُهُ
وَسُتِرَتْ خَطِيَّتُهُ.
طُوبَى لِرَجُل لاَ يَحْسِبُ لَهُ الرَّبُّ خَطِيَّةً،
وَلاَ فِي رُوحِهِ غِشٌّ.

تقديم الشكر

ندرك جميعًا قدرة الله المطلقة. ولكن إن لم نتوخَّ الحذر، فإنَّ الاعتراف يمكن أن يحدَّ من رغبتنا في عبادة الله من خلال تقديمنا للشكر الصادق.

يوجد كثير من الأشياء المحطِّمة في هذا العالم، أشياء نريد أن يصلحها الله. ومع ذلك، فإنَّنا كمؤمنين نعلم أنَّ الامتنان هو أفضل علاج للتذمُّر. من المهمِّ والحيويِّ في اجتماعات يوم الأحد، أن نستخدم وقتًا محدَّدًا لشكر الله على من هو وما يفعله. ففي النهاية، يمكن أن يكون صغر النفس عقبة كبيرة أمام سماع كلمات الله الحانية لنا (خروج 6: 9).

لذلك، في صلواتنا الخاصَّة بتقديم الشكر، نريد أن نُذكِّر بعضنا بعضًا بأن نكون ممتنِّين؛ وأحيانًا نحتاج إلى شخص آخر يوجِّهنا في هذا الاتِّجاه. باختصار، نحن نرغب في أن نكون مدركين لأمراض العالم، ولكن غير معميِّين عن صلاح الله. حتَّى نكون، كما يقول بولس: “كَحَزَانَى وَنَحْنُ دَائِمًا فَرِحُونَ.” (2 كورنثوس 6: 10).

رفع الطلبات

قرَّرنا كقسوس أن نأخذ زمام المبادرة في صلواتنا لرفع الطلبات بينما يقودنا أعضاء الكنيسة في صلاة العبادة والاعتراف وتقديم الشكر. نريد أن نوسِّع أفق ما تعتقد كنيستنا ومجتمعنا أنَّه بإمكانهم أن يطلبوه من الله.

يكون الناس عمومًا محدودين جدًّا في كيفيَّة تعاملهم مع الله. فعندما يفكِّرون في الصلاة، فإنَّهم عادةً ما يفكِّرون في مجرَّد طلب الأشياء من الله. نأمل أن نعالج ذلك بالطرق السابقة التي نستخدمها في الصلاة.

وبالمثل، وجدت أنَّ الناس يميلون إلى أن يكونوا محدودين جدًّا حتَّى في الأشياء التي يطلبونها من الله. نريد أن نعلن بوضوح أنَّه لا بأس من أن نطلب من الله شفاء شخص مريض، ولا بأس في أن نكرِّر نفس الصلاة، ولا بأس أن نسأل الله عن أشياء من دون عبارات مثل “إن كان ذلك في إرادتك”. بالطبع، نحن نريد أن تتمَّ إرادة الله قبل كلِّ شيء حسب ما علَّمنا يسوع في الصلاة الربَّانيَّة.

لكن للأسف، يشكُّ كثيرون في قدرة الله وفي رغبته في القيام بأشياء عظيمة في حياتنا. ونحن ككنيسة، نريد أن نظهر عظمة يسوع من خلال طلب أشياء كبيرة باسمه! الجميل في هذا أنَّ الله أحيانًا يجيب بـ “لا”؛ وهكذا ننمو معًا كعائلة، ونثق بالله على طول الطريق. ومن ناحية أخرى، في بعض الأحيان يتجاوز الله ما يمكن أن نطلبه أو نتخيَّله؛ ويجيب بـ “نعم”؛ وبالتالي يتقوَّى إيماننا.

إنَّنا نريد ككنيسة أن تكون العبادة جماعة وليست مخصخصة (قاصرة على شخص)؛ نريد أن يقود الرجال والنساء العبادة فيما بيننا بالطرق التي ينادي بها الكتاب المقدَّس، ونريد أن نرى مجموعة متنوِّعة من شعب الله يتحدَّثون إلى الله بطرق مختلفة.

كلُّ هذا أصبح ممكنًا لأنَّ الصلاة الجماعيَّة هي جانب أساسيٌّ من اجتماع يوم الأحد. يمكن لمجتمعنا وحتَّى لزوَّارنا أن يروا أنفسهم في الشخص الذي يصلِّي بينما يتمُّ تذكيرهم بأنَّ الصلاة المهمَّة يمكن أن تحدث بأشكال مختلفة في فترة زمنيَّة قصيرة. ولأنَّنا ندرج عناصر العبادة والاعتراف وتقديم الشكر والطلبات في اجتماعنا، فلدينا فرصة لإظهار الاتِّساع العاطفيِّ الذي يجب أن يكون جزءًا من العلاقة مع الله.

الخلاصة

عندما تتحدَّث إلى نادل في مطعم، فأنت ببساطة تعطيه الطلبات. وإن كنت في حضور شخص تحبُّه، فأنت في المقام الأوَّل تُثني عليه كثيرًا. كلا الفعلين يتحدَّثان عن علاقة ضحلة. لكنَّ الله يريد علاقة عميقة مع شعبه؛ وكلَّما كانت العلاقة أعمق، كلَّما ازداد تنوُّع وسائل التواصل.

المزيد المتعلق بـ : مقالات