الوعظ واللاهوت

خمس خطوات لإيجاد الهدف من أيِّ مقطع في الكتاب المُقدَّس

مقالة
11.28.2022

“كيف أجد الهدف من أيِّ مقطع في الكتاب المُقدَّس؟”

هذا سؤال أسمعه كثيرًا من قادة المجموعة الصغيرة لدراسة الكتاب المُقدَّس، ومن قادة الطلبة في الكنيسة التي أخدم فيها. ولا شيء يسعدني أكثر من أن أخبرهم (وأخبرك) أنَّ لديَّ صيغة سحريَّة ستأخذهم مباشرةً من النصِّ إلى الهدف، أو الأفضل من ذلك، إلى التطبيق.

ليس لديَّ تلك الصيغة السحريَّة. ومع ذلك، أعتقد أنَّ هناك عددًا قليلاً من الأشياء التي يمكنك محاولة العثور عليها في النصِّ، بغضِّ النظر عن مكان دراستك في الكتاب المُقدَّس، وهذه النقط ستساعدك في معرفة الهدف.

1- الهيكل ونقاط التأكيد

أوَّلاً، ضع في اعتبارك هيكل المقطع والنقاط التي يؤكِّدها. أحبُّ أن أبدأ بالهيكل، أو كيف ينقسم المقطع إلى أقسام مختلفة من الآيات التي تعمل معًا.

بالطبع، ستعتمد طريقة إيجادنا للهيكل قليلاً على نوع النصِّ. فإن كنت أنظر إلى قصَّة، فإنَّ الحبكة والشخصيَّات ستكون مفيدة. سأبحث عن البداية والذروة والنتيجة النهائيَّة. وإن كنت أنظر إلى عظة أو رسالة، فسوف أبحث عن تدفُّق الأفكار بطريقة منطقيَّة. وإن كنت أنظر إلى شِعر، فسأحاول تحديد الشطور المختلفة والبدء في تلخيصها.

وبغضِّ النظر عن القسم الكتابيِّ الذي أنا فيه، فأنني دائمًا، أبحث عن الكلمات والأفكار المتكرِّرة. وسوف تساعدك الترجمة الحرفيَّة في ذلك. إنَّ السؤال التشخيصيَّ الذي أحبُّ استخدامه هو: “كيف نظَّم الكاتب هذا المقطع؟” وبمجرَّد أن أبدأ في رسم الهيكل، أسأل نفسي ما هى نقاط التأكيد التي يتمُّ الكشف عنها من خلال هذا الهيكل.

2- السياق

ثانيًا، انظر إلى السياق. لا يوجد أيُّ مقطع من الكتاب المُقدَّس بمفرده. فعوضًا عن ذلك، كلُّ نصٍّ هو جزء من نقاش أو قصَّة أو مجموعة من المقاطع التي رتَّبها الكاتب عن قصد.

ما يأتي قبل المقطع وما يأتي بعده مهمٌّ، لأنَّ ذلك يساعدني على فهم ما هو موجود في المقطع. وقد يساعدني في إدراك الموضوع الذي يتناوله الكاتب. قد يساعدني أن أرى قسمًا أكبر في كتابي. وقد يوفِّر تصحيحًا مفيدًا لشيء أخطأت في قراءته في المقطع الذي أقرأه. قد يساعدني حتَّى على فهم الوضع التاريخيِّ للقرَّاء أو المستمعين الأوائل.

إنَّ السياق هو المفتاح. وسؤالي التشخيصيُّ هو: “لماذا وضع الكاتب هذا المقطع هنا في هذه المرحلة من السفر؟”

3- موضوع السفر

بالنظر إلى ما ذكرته للتوِّ عن السياق، فمن المنطقيِّ أن نأخذ نظرة أبعد وننظر إلى السفر بالكامل وأن نسأل عن السفر. ما هو هدف الكاتب من كتابة هذا السفر؟

بالطبع، يتطلَّب الأمر بعض العمل لفهم موضوع السفر بأكمله. ومع ذلك، أعتقد أنَّها خطوة مهمَّة أن أسأل: “كيف يرتبط المقطع الذي أدرسه -وخاصَّةً نقاط التأكيد التي وجدتها في الهيكل- بهذا الموضوع الأكبر للسفر بأكمله؟”

4- التأمُّل اللاهوتيُّ

في لوقا 24: 13-49، يُعلِّم يسوع أنَّ الكتاب المُقدَّس بأكمله يشير إلى موته وقيامته، وأنَّ نتائج الإنجيل هي التوبة وغفران الخطايا. ودون فهم هذا، فإنَّنا نخاطر بتفسير مقطع ما بشكل أخلاقيٍّ فقط أو بشكل منفصل بطريقة ما عن الإنجيل.

لذلك، من المهمِّ استخدام جميع أدوات علم اللاهوت (خاصَّةً علم اللاهوت الكتابيِّ) لتسأل: “كيف يرتبط هذا المقطع بالإنجيل؟” بالطبع، يوجد كثير من الطرق للقيام بذلك بشكل سيِّئ. لذلك، من المهمِّ أن نصنع روابط منطقيَّة بين نصِّنا والإنجيل.

5- التجميع أو عمل التوليف

بمجرَّد الانتهاء من عملك في الهيكل والسياق وموضوع السفر واللاهوت، يكون الوقت قد حان لبدء التجميع أو التوليف. وسواء كنت تسمِّي هذا بالنقطة الرئيسيَّة، أو موضوع المقطع، أو الفكرة الكبيرة، فمن المهمِّ أن تتَّخذ هذه الخطوة الأخيرة. والسؤال الذي أودُّ أن أطرحه على نفسي هو: “ما الذي يحاول الكاتب تعليمه للمتلقِّي الأوَّل؟” ماذا يقول؟ ما هي وجهة نظره الرئيسيَّة؟

لا تخدع نفسك: هذه ليست عمليَّة سهلة. بالنسبة لي، يمثِّل هذا ساعة أو ساعتين من التحضير للمجموعات الصغيرة؛ وربَّما 12 ساعة من التحضير لكلِّ عظة! ولكن مهما كان الوقت المتاح لديك، أعتقد أنَّه من المفيد أن تعمل بهذه الطريقة.

بالطبع، بعد أن تتعرَّف على الفكرة الرئيسيَّة، فإنَّك لا تزال في حاجة إلى التفكير في التطبيق بينما تعمل على النصِّ. وهذا هو المكان الذي أبدأ منه:

  1. كيف نظَّم الكاتب هذا المقطع؟
  2. لماذا وضع الكاتب هذا المقطع هنا في هذه المرحلة من السفر؟
  3. ما علاقة المقطع بموضوع السفر بالكامل؟
  4. ما علاقة المقطع بالإنجيل؟
  5. ما الذي أراد الكاتب تعليمه للمتلقِّين الأوائل؟

لمزيد من المعلومات بخصوص هذه العمليَّة، راجع كتاب ديفيد هيلم Expositional Preaching: How We Speak God’s Word Today (“الوعظ التفسيريُّ: كيف نتحدَّث بكلمة الله اليوم“) (Crossway، أبريل 2014).

المزيد المتعلق بـ : مقالات